قصة طالوت وجالوت
في زمن قديم، طلب بنو إسرائيل من نبيهم أن يعين لهم ملكاً ليقودهم في الحرب ضد أعدائهم. فاختار الله تعالى طالوت ليكون ملكاً عليهم، رغم أنه لم يكن من عائلة ملكية أو ثرية.
قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (البقرة: 247)
لكن بعض بني إسرائيل اعترضوا على اختيار طالوت، معتقدين أنهم أحق بالملك منه. فأخبرهم نبيهم أن آية ملكه هي أن يأتيهم التابوت فيه سكينة من ربهم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون.
وعندما خرج طالوت بجيشه لمواجهة جالوت وجنوده، ابتلاهم الله بنهر. قال طالوت لجنوده أن من شرب منه فليس منه، ومن لم يطعمه فإنه منه. فشرب كثير من الجنود، وقلة صبروا وامتنعوا عن الشرب.
قال تعالى: "فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ" (البقرة: 249)
وعندما واجهوا جالوت وجنوده، شعر الكثيرون بالخوف من قوتهم. لكن المؤمنين الصابرين قالوا: "كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ"
وفي النهاية، انتصر جيش طالوت بفضل الله، وقتل داود (الذي أصبح نبياً فيما بعد) جالوت.
العبر المستفادة:
- الله يختار من يشاء لقيادة الناس، وليس بالضرورة أن يكون الاختيار حسب معايير البشر.
- الصبر والإيمان والثقة بالله هي مفاتيح النصر.
- قد يبتلي الله عباده ليميز المؤمنين الصادقين.
- بإذن الله، يمكن للقلة المؤمنة أن تتغلب على الكثرة الكافرة.
اختبر معلوماتك:
- 1. من اختار طالوت ليكون ملكاً على بني إسرائيل؟
- 2. ما هي الآية التي أظهرت أن طالوت هو الملك المختار؟
- 3. كيف اختبر الله جنود طالوت؟
- 4. من قتل جالوت في النهاية؟