
قصة قوم عاد في القرآن الكريم
كان قوم عاد من أقوى وأعظم القبائل العربية القديمة. عاشوا في منطقة الأحقاف، وهي منطقة صحراوية تقع بين اليمن وعُمان. كانوا يتميزون بقوتهم الجسدية الهائلة وقدرتهم على بناء القصور والحصون العالية.
قال الله تعالى: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ" (سورة الفجر: 6-8)
رغم نعم الله عليهم، كفر قوم عاد بالله وعبدوا الأصنام. أرسل الله إليهم نبيه هودًا عليه السلام ليدعوهم إلى عبادة الله وحده، لكنهم كذبوه واستكبروا.
قال الله تعالى: "وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ" (سورة الأعراف: 65)
استمر قوم عاد في طغيانهم وظلمهم، فعاقبهم الله بريح صرصر عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام، دمرت كل شيء في طريقها.
قال الله تعالى: "فَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ" (سورة الحاقة: 6-7)
الدروس المستفادة من قصة قوم عاد:
- القوة المادية وحدها لا تكفي لنجاة الإنسان، بل لابد من الإيمان بالله والعمل الصالح.
- الكبر والغرور يؤديان إلى الهلاك، فعلينا التواضع لله ولخلقه.
- عاقبة الظلم والطغيان وخيمة، فالله يمهل ولا يهمل.
- أهمية الاعتبار من قصص الأمم السابقة وأخذ العبر منها.
- رحمة الله بعباده حيث يرسل لهم الرسل لهدايتهم قبل عقابهم.