قصة العنكبوت في القرآن

رسم توضيحي لغار ثور مع نسيج العنكبوت على مدخله

قصة العنكبوت وحماية النبي محمد ﷺ

في رحلة الهجرة من مكة إلى المدينة، واجه النبي محمد ﷺ وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه موقفًا عصيبًا. كان المشركون يبحثون عنهما في كل مكان، وكانوا قريبين جدًا من اكتشافهما.

لجأ النبي ﷺ وأبو بكر إلى غار ثور، وهو مكان صغير وضيق في جبل قريب من مكة. وبينما كانا داخل الغار، اقترب المشركون حتى وصلوا إلى مدخله.

وهنا يأتي دور العنكبوت في هذه القصة المعجزة. بإذن الله، قامت عنكبوت بنسج شبكتها على مدخل الغار بسرعة كبيرة، مغطية المدخل بالكامل.

عندما وصل المشركون إلى مدخل الغار، رأوا شبكة العنكبوت الكاملة وافترضوا أنه لا يمكن أن يكون أحد قد دخل الغار دون أن يمزق هذه الشبكة. وهكذا، بفضل الله ثم بفضل هذه العنكبوت الصغيرة، تم حماية النبي ﷺ وصاحبه من الاكتشاف.

"إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا"

سورة التوبة، الآية 40

هذه القصة تذكرنا بأن الله قادر على استخدام أصغر مخلوقاته لتحقيق أعظم الأهداف. فالعنكبوت، رغم ضعفها وصغر حجمها، كانت سببًا في حماية أشرف الخلق.

الدروس المستفادة من قصة العنكبوت:

  • قدرة الله تعالى على حماية أوليائه بأضعف مخلوقاته.
  • أهمية التوكل على الله في الأوقات العصيبة.
  • عدم استصغار أي مخلوق، فلكل مخلوق دور في هذا الكون.
  • الحكمة من خلق الحشرات والكائنات الصغيرة.
  • أهمية الصبر والثبات على الحق حتى في أصعب الظروف.